فصل: (سورة الكهف: آية 86).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الكهف: الآيات 83- 85].

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عن ذي} متعلّق ب {يسألونك}، وعلامة الجرّ الياء {عليكم} متعلّق ب {أتلو}، {منه} متعلّق بحال من {ذكرا} مفعول أتلو.
جملة: {يسألونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {سأتلو} في محلّ نصب مقول القول.
84- {إنّا} حرف مشبّه بالفعل.. و نا اسمه، ومفعول {مكّنّا} محذوف تقديره الأمر، {له} متعلّق ب {مكّنّا} وكذلك {في الأرض}، {من كلّ} متعلّق ب {آتيناه}، {سببا} مفعول به ثان عامله آتينا.
وجملة: {إنّا مكّنّا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {مكّنّا} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {آتيناه} في محلّ رفع معطوفة على جملة مكّنّا..
85- الفاء عاطفة {سببا} مفعول به منصوب.
وجملة: {أتبع} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا مكّنّا.

.الصرف:

{القرنين} مثنّى قرن، اسم جامد لما يظهر في رأس ذوات الأظلاف، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه قرون بضمّ القاف.
{سببا}، اسم جامد بمعنى الحبل، ثمّ أستعير لكلّ ما يتوصّل به إلى شي ء، وزنه فعل بفتحتين.

.[سورة الكهف: آية 86].

{حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْمًا قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}.

.الإعراب:

{حتّى} حرف ابتداء {في عين} متعلّق ب {تغرب}، الواو عاطفة {عندها} ظرف منصوب متعلّق ب {وجد}. {ذا} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف {إمّا} حرف تخيير، {فيهم} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل {تتّخذ}، والمفعول الأوّل {حسنا}.
والمصدر المؤوّل {أن تعذّب} في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي إمّا تعذيبك واقع بهم والمصدر المؤوّل {أن تتّخذ} في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي اتّخاذك حسنا فيهم واقع بهم.
جملة: {بلغ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {وجدها} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {تغرب} في محلّ نصب حال من المفعول.
وجملة: وجد الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد الأولى.
وجملة: {قلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: النداء {يا ذا القرنين} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: تعذيبك واقع.. لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: اتّخاذك.. واقع لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

.الصرف:

{حمئة}، مؤنّث حمئ، وزنه فعلة بفتح فكسر، صفة مشبّهة من حمى ء يحمأ باب فرح إذا خالط الحمأة وهو الطين الأسود.

.الفوائد:

خداع البصر.
كثيرا ما يرد الخطاب الموجّه إلى الناس في القرآن الكريم، مراعيا حواسهم في الإدراك، ويكون الكلام ضربا من المجاز إذا قارناه بالحقيقة والواقع. ومنه قوله تعالى: {وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}، وفي رواية حامية. والحقيقة أن الشمس لا تغرب في وسط العين الحمئة وانما هذا ما تدركه العين المبصرة وخداع الحواس كثير، حتى لقد ألّفت فيه الكتب، وانطلقت به ألسنة الشعراء. يقول المعري:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته ** والذنب للطرف لا للنجم في الصغر

وحيثيات العلم وثبوتياته، تقرر أن الشمس تغرب وراء الكرة الأرضية، بسبب دورانها، وليس بداخلها كما تصور الحواس. وحاشا للّه أن يقول ما ليس بحق، وانما هو المجاز ومراعاة مبلغ ادراك الناس. فتأمل هدانا وهداكم اللّه.

.[سورة الكهف: الآيات 87- 89].

{قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}.

.الإعراب:

{أمّا} حرف شرط وتفصيل {من} اسم موصول مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط أمّا، سوف حرف استقبال، وفاعل نعذّب ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم {يردّ} مضارع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو {إلى ربّه} متعلّق ب {يردّ}، الفاء عاطفة {عذابا} مفعول مطلق منصوب {نكرا} نعت ل {عذابا}.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من ظلم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ظلم} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {سوف نعذّبه} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {يردّ} في محلّ رفع معطوفة على جملة نعذّبه.
وجملة: {يعذّبه} في محلّ رفع معطوفة على جملة يردّ.
88- الواو عاطفة و الفاء رابطة لجواب الشرط له متعلّق بخبر مقدّم {جزاء} مصدر في موضع الحال من الحسنى منصوب. أي: مجزيّا بها {الحسنى} مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {له} متعلّق ب {نقول} {من أمرنا} متعلّق بنقول، و{من} لابتداء الغاية {يسرا} مفعول به منصوب.
وجملة: {من آمن} في محلّ نصب معطوفة على جملة من ظلم..
وجملة: {آمن} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {عمل} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: {له} {الحسنى} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {سنقول} في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحسنى.
89- {سببا} مفعول به منصوب.
وجملة: {أتبع} لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبع الأولى.

.[سورة الكهف: آية 90].

{حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْرًا (90)}.

.الإعراب:

{حتّى إذا} {تطلع} مرّ إعراب نظيرها، {على قوم} متعلّق ب {تطلع}، {لهم} متعلّق بمفعول ثان لفعل نجعل {من دونها} جارّ ومجرور متعلّق بحال من {سترا} وهو مفعول به أوّل منصوب.
جملة: {بلغ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {وجدها} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {تطلع} في محلّ نصب حال.
وجملة: {نجعل} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.الصرف:

{مطلع}، اسم مكان من طلع يطلع باب نصر، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين خلافا للقياس.
{سترا}، اسم لما يستر به من فعل ستر يستر باب نصع وباب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه ستور وأستار.

.الفوائد:

اسم الزمان والمكان:
تحدثنا فيما سبق عن اسمي الزمان والمكان ما فيه الكفاية. ولتمام الفائدة نؤكّد أنهما يصاغان، مما فوق الثلاثي على وزن مضارعه بعد إبدال حرف المضارع ميما مضمومة وفتح ما قبل آخره، نحو مجتمع، ومنتظر، ومستشفى. وهما يتفقان في الوزن مع اسم المفعول والمصدر الميمي. وبيان ذلك يعود للذوق والقرائن المتاحة.

.[سورة الكهف: الآيات 91- 92].

{كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}.

.الإعراب:

{كذلك} جارّ ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر، الواو استئنافيّة {بمّا} متعلّق بفعل {أحطنا}، وما موصوليّة {لديه} ظرف مبني في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما {خبرا} مفعول به عامله أحطنا.
جملة: الأمر {كذلك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أحطنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أتبع} لا محلّ لها معطوفة على جملة الأمر كذلك.

.[سورة الكهف: آية 93].

{حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْمًا لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}.

.الإعراب:

{بين} اسم ظرفيّ مفعول به منصوب عامله بلغ، {من دونهما} متعلّق ب {وجد}، {يكادون} مضارع ناقص مرفوع.. و الواو اسم.
جملة: {بلغ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {وجد} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {لا يكادون} في محلّ نصب نعت ل {قوما}.
وجملة: {يفقهون} في محلّ نصب خبر يكادون.

.الصرف:

{السدّين}، مثنّى السدّ اسم جامد للحاجز بين شيئين أو ماءين، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أسداد زنة أفعال، وقد يكون السدّ بالضمّ وجمعه سدود فهو السحاب الأسود السادّ للأفق.

.الفوائد:

- الظروف نوعان زمانية ومكانية:
وكلا النوعين ينقسم إلى قسمين:
متصرف وغير متصرف:
أ- المتصرف: هو الذي يفارق الظرفية، فقد يكون فاعلا أو مبتدءا أو خبرا أو مفعولا، نحو: شهر، ويوم، وقرن، وعصر، وسنة، ونهار، وليل، إلخ.
بـ:- وغير المتصرف: هو ما يلزم النصب على الظرفية، سواء كان مبنيا أو معربا نحو: قط، وعوض، وبينا، وبينما، وإذا، وأيان وأين وذات ليلة، وما ركب من الظروف مثل صباح مساء، ويوم يوم.
ج- ومنه ما ينصب على الظرفية أو يجر بمن، مثل: قبل، وبعد، والجهات الست، ولدى، ولدن، وعند، ومتى، وأين، وهنا، وثمّ، وحيث والآن ولهذا البحث تفصيلات نجدها في المطولات فعليك بها إن كنت من روادها.

.[سورة الكهف: آية 94].

{قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}.

.الإعراب:

{ذا} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف {في الأرض} متعلّق ب {مفسدون}، الفاء عاطفة هل حرف استفهام {لك} متعلّق بمفعول به ثان لفعل نجعل، {خرجا} مفعول به أوّل منصوب. والمصدر المؤوّل {أن تجعل} في محلّ جرّ ب {على} متعلّق ب {نجعل}.
{بيننا} ظرف متعلّق ب {تجعل} بتضمينه معنى تبني، {سدّا} مفعول به منصوب.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة النداء: {يا ذا القرنين} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ يأجوج} {مفسدون} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {نجعل} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {تجعل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.

.الصرف:

{يأجوج ومأجوج}، قيل هما أعجميّان لا اشتقاق لهما، ومنعا من الصرف للعلميّة والعجمة، وقيل هما عربيان واشتقاقهما من أجيج النار أي التهابها، أو من الأوج وهو سرعة العدو.. والأول وزنه يفعول، والثاني مفعول، والمنع حينئذ للعلميّة والتأنيث، ويجوز في لفظهما الهمز وعدمه.
{خرجا}، هو مصدر الثلاثيّ خرج، ثمّ استعمل اسما للمال المدفوع كأجر، أو هو بمعنى مخرج، وزنه فعل بفتح فسكون.

.[سورة الكهف: الآيات 95- 97].

{قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}.

.الإعراب:

{ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {فيه} متعلّق ب {مكّنّي}، و الياء مفعول به في الفعل، ومضاف إليه في الاسم {خير} خبر المبتدأ ما، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {بقوّة} متعلّق بأعينوا، {أجعل} مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل أنا {بينكم} ظرف منصوب متعلّق بمفعول به ثان ل {أجعل}، {ردما} مفعول به أوّل.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ما مكّنّي فيه ربّي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {مكّني فيه ربّي} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {أعينوني} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبت العون فأعينوني.
وجملة: {أجعل} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تعينوني أجعل..
96- {زبر} مفعول به ثان عامله آتوني {حتّى} حرف غاية وابتداء {بين} ظرف متعلّق ب {ساوى}، {نارا} مفعول به ثان عامله جعله {أفرغ} مضارع مثل أجعل {قطرا} مفعول به عامله أفرغ ومتنازع عليه من فعل آتوني لأنّه المفعول الثاني في المعنى.
وجملة: {آتوني زبر} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {ساوى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {انفخوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {جعله} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال} الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {آتوني أفرغ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أفرغ} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تأتوني قطرا أفرغه عليه.
97- الفاء عاطفة.. والمصدر المؤوّل {أن يظهروه} في محلّ نصب مفعول به عامله اسطاعوا {له} متعلّق ب {نقبا} وهو مفعول به عامله استطاعوا.
وجملة: {ما اسطاعوا} لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي: فجاء القوم يقصدون ثقبه فما استطاعوا.
وجملة: {يظهروه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {ما استطاعوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما اسطاعوا.